الجوكر... الإرهابي
(فلسفة صناعة الفوضي)
(فلسفة صناعة الفوضي)
في بداية حكم مبارك قررت بعض الجماعات الإرهابية في الصعيد الدخول علي كمين للشرطه في الأقصر و قتل العساكر و الظباط بداخله ثم انتحال شخصيتهم و سرقة أسلحتهم و من ثم انتظروا وصول حافلات للسياح الأجانب و قاموا بتصفية العشرات من الأجانب ، كان الهدف من ذلك هو .... صناعة الفوضي!!
لماذا تهتم الجماعات الإرهابية بصناعة الفوضي....
كانت السمة الرئيسيه لفيلم (دارك نايت) و لشخصيته الرئيسيه "الجوكر" هو الفوضي و خلق الفوضى ، رأي الجوكر في الفوضي علاج لمشاكل جوثام ... في وجهه نظر الجوكر أن مدينة جوثام مدينة ضاله يسيطر عليها المجرمين و محاولات باتمان في الحفاظ علي هذا النظام العفن ، ما هو إلا احياء لهذه النظام الذي يجب أن يموت، فوجود الجوكر مرتبط بصناعة الفوضي ، أو بالأحرى"محاولة صناعة الفوضي" لأنه يرى أن الفوضى هي الشيء الوحيد العادل فعندما يفسد النظام بشكل لا يمكن إصلاحه فالحل هو الفوضي التامه و منها يقوم نظام آخر يبني عليه ...
و قد نربط هنا أن فكر الجوكر قد يكون متشدد أكثر مما نظن .. فمن استراتجية القاعدة هو أنها كانت مرحبة بالاحتلال الأمريكي للعراق أو سعت لاستفزاز أمريكا لتدخل هذه الحرب .. و ذلك لأنها تعلم أن كل ما تحتاجه لتنمو هو الحرب و الفوضي، و عند انهيار نظام صدام حسين لن يكون هناك بديل عن القاعدة كحل... و هذا ما رأته الجماعات المتشددة في مصر في بدايات عصر مبارك، أنها لن تستطيع أن تدمر الحكومة المصرية ولا القضاء علي الشرطة المصرية ، فبعد مقتل السادات بالفعل استطاعت أن تسيطر علي مناطق واسعة من الصعيد بل و السيطرة علي مدريات أمن بالكامل و وضعها تحت سيطرتها و لكن في النهاية القوة المركزية الطاحنة للحكومة المصرية ازاحتها و أنهت وجودها و حكمها المؤقت... لذلك رأت أنها إن لم تستطع القضاء علي السلطة بالقوي فستقضي عليها بالفوضى...و بتدمير الاقتصاد و بالسخط الشعبي ضدها، و كذلك تنظيم القاعدة في العراق لم تزيدها الفوضي و الاحتلال الامريكي و انهيار نظام صدام حسين الا قوة و تأسيس تنظيم اقوي لها هناك... هذا ما رآه الجوكر أن مدينة جوثام أصبحت في أسوء مراحل الحضارة و أن محاولات باتمان في الحفاظ علي هذه المدينة ما هو إلا محاولة للحفاظ علي هذا النظام السيء... و لكن أدرك الجوكر ما لم يدركه غيره.. أن وجوده مرتبط بوجود باتمان.. في جملته الشهيرة "أنا لا أريد أن اقتلك أنت تكملني" و هذا لأنه يعلم أنه بعد تنفيذ خطته و بدون أن يوجد له ند.. فإن وجوده لا معني له.. لا معني للجماعات الإرهابية بدون شيء رادع ضدها بدون قوة تحاول الوقوف بينها و بين الفوضى... و أيضاً في لفته من نولان داخل الفيلم، كانت هناك فكرة تقول "أن السبب في وجود الجوكر هو باتمان نفسه" لأن مع زيادة قوة باتمان و زيادة قوة الردع و إستخدامه لأساليب غير تقليدية في رعب و اخافة العصابات، ظهر أيضاً شيء غير تقليدي علي الجانب الآخر... فما كان لأي أحد عاقل أن يثق في الجوكر أو يتحالف معه إلا خوفا من باتمان ، فهو نفسه ما حصل من تحالفات من النظام البعثي نفسه و بواقي جيش صدام مع تنظيم الدولة بل وجود ظهير شعبي لهذا التنظيم الذي يقع في القلب من استراتيجيته الفوضي، كان بسبب أن هناك كيان آخر يخشونه فما بين الاحتلال الامريكي و الفساد الحكومي و الطائفية أدت لوجود كيان بهذا الجنون ،و لهذا في مشهد ملحمي عندما اتي باتمان بعجلته النارية مسرعا نحو الجوكر أراد الجوكر من باتمان أن يقتله في نصف الشارع مرددا" نعم افعلها اقتلني،اقتلني!!" لأنه يعلم أنه إذا ما تجاوز باتمان قوانينه و قواعده الخاصة و قواعد المدينة و قتله في الشارع فما هذا إلا نصر للفوضي و نصر للجوكر، و لكن ما لم يدركه الجوكر الإرهابي هو أن الفوضى ليست عادلة كما يظن... فهو يعرف و يدرك كيف يصل الي الفوضى.. فهو ماهر في التفجير و في تدمير الرمزيات كمشهد حرقة للمال... لكنه لا يستطيع أن يبني نظام جديد هو ماهر فقط في التدمير ... عاجز عن خلق بديل .. قد يكون فكر باتمان الإصلاحي قد عفا عنه الزمن و أن ما وصلت إليه جوثام لا يمكن إصلاحه... لكن بالتأكيد الحل ليس بتدمير جوثام.. بتدمير كل نظام.... بخلق الفوضى... دون خلق بديل!! ... و يظل حقيقة ثابتة، أن الحل ليس في باتمان أشد جنونا و قسوة و عنفا و قوة غاشمة... لأن ذلك سيعطينا جوكر أكثر و أكثر جنونا، الحل الحقيقي هو في حل مشاكل جوثام الحقيقة التي تغنينا عن وجود باتمان و الجوكر! و ربما أدرك هذا باتمان عندما ضحي بسمعته و اختفي عن الأنظار ليحافظ علي صورة العدالة الحقيقة " هارفي دينت" و هذا ما فلعه أيضاً في اخر جزء عندما اختفي تمام عن جوثام و تركها تبني نفسها من جديد... و تبقي في النهاية كلمات "هارفي دانت" عندما كان يناقش فكرة وجود باتمان خارج عن القواعد و القانون ، أمام بروس واين و كيف كانت الجمهورية الرومانية القديمة تغير نظام حكمها الجمهوري و تعين ديكتاتور بسلطات مطلقة في وقت الازمات و كيف دائما ما يتحول هذا الديكتاتور بسبب السلطة المطلقة الي حاكم فاسد في مقولة " أما أن تموت بطلا، أو تعيش كفاية لترى نفسك تصبح الشرير"... و باتمان كان بطلا لأنه قرر أن يضحي بنفسه على أن يصبح الشرير!
و قد نربط هنا أن فكر الجوكر قد يكون متشدد أكثر مما نظن .. فمن استراتجية القاعدة هو أنها كانت مرحبة بالاحتلال الأمريكي للعراق أو سعت لاستفزاز أمريكا لتدخل هذه الحرب .. و ذلك لأنها تعلم أن كل ما تحتاجه لتنمو هو الحرب و الفوضي، و عند انهيار نظام صدام حسين لن يكون هناك بديل عن القاعدة كحل... و هذا ما رأته الجماعات المتشددة في مصر في بدايات عصر مبارك، أنها لن تستطيع أن تدمر الحكومة المصرية ولا القضاء علي الشرطة المصرية ، فبعد مقتل السادات بالفعل استطاعت أن تسيطر علي مناطق واسعة من الصعيد بل و السيطرة علي مدريات أمن بالكامل و وضعها تحت سيطرتها و لكن في النهاية القوة المركزية الطاحنة للحكومة المصرية ازاحتها و أنهت وجودها و حكمها المؤقت... لذلك رأت أنها إن لم تستطع القضاء علي السلطة بالقوي فستقضي عليها بالفوضى...و بتدمير الاقتصاد و بالسخط الشعبي ضدها، و كذلك تنظيم القاعدة في العراق لم تزيدها الفوضي و الاحتلال الامريكي و انهيار نظام صدام حسين الا قوة و تأسيس تنظيم اقوي لها هناك... هذا ما رآه الجوكر أن مدينة جوثام أصبحت في أسوء مراحل الحضارة و أن محاولات باتمان في الحفاظ علي هذه المدينة ما هو إلا محاولة للحفاظ علي هذا النظام السيء... و لكن أدرك الجوكر ما لم يدركه غيره.. أن وجوده مرتبط بوجود باتمان.. في جملته الشهيرة "أنا لا أريد أن اقتلك أنت تكملني" و هذا لأنه يعلم أنه بعد تنفيذ خطته و بدون أن يوجد له ند.. فإن وجوده لا معني له.. لا معني للجماعات الإرهابية بدون شيء رادع ضدها بدون قوة تحاول الوقوف بينها و بين الفوضى... و أيضاً في لفته من نولان داخل الفيلم، كانت هناك فكرة تقول "أن السبب في وجود الجوكر هو باتمان نفسه" لأن مع زيادة قوة باتمان و زيادة قوة الردع و إستخدامه لأساليب غير تقليدية في رعب و اخافة العصابات، ظهر أيضاً شيء غير تقليدي علي الجانب الآخر... فما كان لأي أحد عاقل أن يثق في الجوكر أو يتحالف معه إلا خوفا من باتمان ، فهو نفسه ما حصل من تحالفات من النظام البعثي نفسه و بواقي جيش صدام مع تنظيم الدولة بل وجود ظهير شعبي لهذا التنظيم الذي يقع في القلب من استراتيجيته الفوضي، كان بسبب أن هناك كيان آخر يخشونه فما بين الاحتلال الامريكي و الفساد الحكومي و الطائفية أدت لوجود كيان بهذا الجنون ،و لهذا في مشهد ملحمي عندما اتي باتمان بعجلته النارية مسرعا نحو الجوكر أراد الجوكر من باتمان أن يقتله في نصف الشارع مرددا" نعم افعلها اقتلني،اقتلني!!" لأنه يعلم أنه إذا ما تجاوز باتمان قوانينه و قواعده الخاصة و قواعد المدينة و قتله في الشارع فما هذا إلا نصر للفوضي و نصر للجوكر، و لكن ما لم يدركه الجوكر الإرهابي هو أن الفوضى ليست عادلة كما يظن... فهو يعرف و يدرك كيف يصل الي الفوضى.. فهو ماهر في التفجير و في تدمير الرمزيات كمشهد حرقة للمال... لكنه لا يستطيع أن يبني نظام جديد هو ماهر فقط في التدمير ... عاجز عن خلق بديل .. قد يكون فكر باتمان الإصلاحي قد عفا عنه الزمن و أن ما وصلت إليه جوثام لا يمكن إصلاحه... لكن بالتأكيد الحل ليس بتدمير جوثام.. بتدمير كل نظام.... بخلق الفوضى... دون خلق بديل!! ... و يظل حقيقة ثابتة، أن الحل ليس في باتمان أشد جنونا و قسوة و عنفا و قوة غاشمة... لأن ذلك سيعطينا جوكر أكثر و أكثر جنونا، الحل الحقيقي هو في حل مشاكل جوثام الحقيقة التي تغنينا عن وجود باتمان و الجوكر! و ربما أدرك هذا باتمان عندما ضحي بسمعته و اختفي عن الأنظار ليحافظ علي صورة العدالة الحقيقة " هارفي دينت" و هذا ما فلعه أيضاً في اخر جزء عندما اختفي تمام عن جوثام و تركها تبني نفسها من جديد... و تبقي في النهاية كلمات "هارفي دانت" عندما كان يناقش فكرة وجود باتمان خارج عن القواعد و القانون ، أمام بروس واين و كيف كانت الجمهورية الرومانية القديمة تغير نظام حكمها الجمهوري و تعين ديكتاتور بسلطات مطلقة في وقت الازمات و كيف دائما ما يتحول هذا الديكتاتور بسبب السلطة المطلقة الي حاكم فاسد في مقولة " أما أن تموت بطلا، أو تعيش كفاية لترى نفسك تصبح الشرير"... و باتمان كان بطلا لأنه قرر أن يضحي بنفسه على أن يصبح الشرير!